التعصب الرياضي محرقة للشباب والعقول والشخصيات ..؟

في مجتمعنا كما في جل المجتمعات الأخرى نشهد تعصبا رياضيا لفريق معين وللأعبين معينين أو لمنتخب معين ..
ويكون صغار السن أكثر المتأثرين بهذا التيار الغاسل للعقول والمهبط للعزائم .. والمغيب للقدرات ... والمموع للإمكانيات والذي ينمو مع الوقت حتى يصبح مرضا له اعراضه ومضاعفاته الخطيرة على الفرد والمجتمع في آن واحد ...

وبعض الحكومات تسعى لأشغال الشباب بمثل هذا التعصب ... بل وتذكي ناره بكل السبل والوسائل ....!

وقد يكون من المقبول أن تجد صغار السن السذج يتأثرون بذلك ويعيشونه ... في سن معينة ... ولكنهم لا بد أن يأتي لهم يوما ويعرفون أن ذلك لم يكن مجالا حسنا لهم ... وأنه من الخطير جدا على مستقبلهم العيش ضمن هذا الإطار المفتخر بنجاحات الرياضيين في فريق معين ... والكاره لكل من يعاديهم ... والمتحفز بشكل يومي للدفاع عن فريقهم والذود عن حماه ضد من يحاولون النيل منه ..

وأغلب الشباب المصابين بالتعصب فاشلين دراسيا ... منعدمي الشخصية ... ومعتمدين على غيرهم في حياتهم .... ولا يوجد لديهم اهداف عظيمة ...يسعون لنيلها...
هذا الشباب المغرر به ... يعيش وهما أسمه الرياضة ... وهو أبعد ما يكون عن الرياضة ... ولو سألت أحدهم عن أخر مرة زاول فيها رياضة ... لإحتار جوابه وتلعثم ...!

هذا الشباب يصحو في الصباح الباكر لشراء الجرائد والمجلات الرياضية ... ومن ثم يفتح الشبكة العنكبوتية والمرور على المنتديات الرياضية ... والإنخراط في مناوشات كلامية مع المشاركين في المنتديات بوابل من السب والشتائم ... لمشجعي الفرق الأخرى ...

يتحدث فكأنه إداري الفريق ... يمشي فكأنه راس الحربة ... ينام فكأنه مدرب الفريق ... ويحلم فكأنه التصوير باللقطات البطيئة ....!
ولو سألته هل في الرياضة مورد لرزق له ؟ ... لقال لا ...!
بل أنك ستعرف أنه يصرف من جيبه الكثير من موارده لدعم الفريق وشراء منتجاته وملابسه وشعاره وعلمه وحضور المباريات والتمارين ...!

وليس الأمر مقتصرا على ذلك ... فالبعض يكتئب و يبكي إن هزم فريقه ... ويحتجب عن الناس لفترة ... ويداري وجهه عن أقرب الناس إليه ... ويتضايق كثيرا عند مراقبة وسائل الإعلام تتناقل خبر الهزيمة ...
ويحاول شرح أسباب الهزيمة التي كان سببها المدرب الجاهل والإداري الفاشل .... والصحافة اللعينة ... والجمهور المتكاسل ... والأرض الغير مستوية ... والجو المتقلب ... والحافلة التي لم تصل في وقتها ... والملابس النحس ... والأضواء التي كانت خافتة بالملعب ..... !

وعلى العكس من ذلك تراه إن فاز فريقه .. فهو مبتهج مزغرد في كل مكان ... يطير فرحا ... ويتحدث مع كل من يعرفه هاتفيا ... مبتهجا منتشيا بالنصر العظيم ... وهزيمة الفريق المتسلق الغرير التافه ... ويحاول التواجد في كل مجلس وفي مكان .... يتحدث بقوة عن هذا النصر ... ويشرح الأسباب التي أدت له ... ويشيد بالخطة التي إتبعها المدرب ... والمجهود الخرافي لإداريي الفريق ... وعامل اللياقة ... وعن أسعار العروض المتوقعه للأعبي فريقه بعد هذا الفوز ... وكيف سيكون الترتيب المحلي والعالمي لفريقه وللاعبيه ...!

وللأسف الشديد أنك ترى بعضهم يستمر على هذا الحال الذي يرثى لها إلى سن النضج ... بل وسن الكهولة ....!
وأن جميع من يحيطون به يصبحون يتعاملون معه على هذا الأساس ... ويتندرون ... فيقولون عند هزيمة فريقه ... لا تتكلمون عن الهزيمة حتى لا يغضب ...! ويقولون عند الفوز ... ألف مبروك .... ويضحكون على حاله وهو منتشيا بالفوز .... وكأنه هو بشحمه ولحمه من سدد الأهداف ... وهو من صرف مرتبات الأعبين ورسم الخطة للمدرب ....!
كل ذلك لتعرف ان ما يحدث ليس إلا مرضا نفسيا يعيشه هذا المشجع ... ويبلور نفسيته ... ومزاجه ... وعمله ... وعلاقاته بالاهل ... والأصحاب .... والمعارف والأصدقاء وبالكون عموما ...!
وهذ نوع من التعصب أكرهه .... ولا أويده ....
لأنه محرقة للشباب والعقول ...
فهل أنت معي ...؟! تؤبابابتبا

ميرسي هااادي علي الموضوع الجااامد
وانا فعلا معك في هذا الكلام

وهي تكون كذلك للمتعصبين فقط
ولكن تكون في منتهة المتعة للذين يتعاملون معها بروح رياصية
ولا يموتون من السعادة عند الفوز او يقتلهم الحزن عند الهزيمة